طُهُر زَينـهْ ..

أخذت نفسي بالذهآب .. لأمي الثآنية .. 

جلست بين يديهآ .. ثم قالت يآولدي أقرب قليلاً ..

تبسمت .. وأقترب رائد !!

أخذت مصحفهآ عن يمينهآ .. وأعطتني بيدهآ اليمين ..

ثم قآلت إقرأ لي .. لأعيد من ورائك .
. 

كآنت دمعتي في محجر عيني .. ثم قرأت لهآ وهي تردد ورائي بكل خشوع ..

كآن عندهآ أختبآر في تحفيظ المسجد .. تخيلوآ معي لآ تعرف تقرأ ولا تكتب ,,

مآ لبثت أشهر حتى أصابهآآ المرض في خلايآ الدم البيضآء ..

نقلت على إثرهآ مستشفى التخصصي بجدة .. كنت أزورهآ وقلبي يتقطع عليـهآ ..

كنت أجلس بجآنبهآ لا أسمع إلا أستغفآرهآآ .. هكذا أعرفهآ !! 

كانت تدعي لي .. بالتوفيق .. وأنا أدعوا لهآ بالشفآء .. 

كآنت تسألني عن أدق تفآصيلي .. هكذآ عرفت الإهتمام منـهآ  ..

خرجت بعدهـآ من المستشفى وعلآمات الإستفهآم بآدئه على أطبائهآ ..

وهي كآنت تبـادلهم الإبتسامة .. وقلبهآ صبور .. لم أعرف في حيآتي صبراً هكذآ ..

أبتعدت عنهآ فتـرة و أنا أتابع أخبارهآ .. كآنت حآلتها تشتد .. والمرض يفتك بـهآ ..

رجعت ثآنيـاً إلى المستشفى .. وكلهآ صبر .. وكلهآ دعآء بالمغفرة ..

كآنت تتردد على مسآمعي أخبار .. أن مرضهآ نهآيته الموت .. 

كنت دائماً أدعي ربي أن يطيل في عُمرهآ .. ويمدهآ بالصحة .. ويغشاهآ بالرحمة ..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ذآت يوم .. إذ بإتصآل يخبرني ... أنهـــآ أنتقلت إلى رحمت الله .. يآ الله لم أصدق مآ أسمعه ..

أيقنت بموتهآ .. عندهـآ لم يكن أمامي إلا الدعآء لهآ بالرحمة .. فَ ربي أرحم عليهآ من نفسي ..

مآتت .. لكن قبل موتهآ بدقائق .. كآنت ممرضتهآ تقرأ القرآن لهآ ,, مثل مـآ فعلت معهـآ ..

مآتت .. و المصحف على يمينهآ .. يا الله مآ أحسنهآ خآتمة حسنة .. 

ربآهـ أغفر لهآ خطآياها .. 

إنهآ زوجة أبي السآبقة .... (زَيـنَـه) ..
إلى جنة الخلد يآ أم مُحَمد

محبهآ وأبنهآ الذي مآ حيي يدعي لهآ .... رائد ..

إحساس ... رائد